Aug 2, 2015

نزيف الكونية

Ellen Auerbach, Seagull, Maine, 1941, silver print, 8" x 9.25"

( 1 )
المطر اندماج مشترك

( 2 )
الليل يقف خجولا في قلبي

( 3 )
نهر يغرق،
هل ينتحب مثلي ؟

( 4 )
تلتقطني بحياء،
أطالعها :
روحها في يدي،
و كلماتها تهطل فيّ

( 5 )
ثقب من الأبدية
لا تمنحه غير الأمهات

( 6 )
يغسل روحه بالمُطهر،
أملاً في الهرب من الفلسفة

( 7 )
الخطيئة تختبئ تحت قميصي

( 8 )
ألتقط ما تبقى من دموع جدتي،
فهي المفتاح الوحيد لنحيبنا

( 9 )
البكاء يخرج من بيتي،
آآه،
كم أنا مشتاقة للغطس فيه

( 10 )
أتصفح روحي:
لا شيء غير اللعنة

( 11 )
ملابسي تملأ فضاء المدنس،
وخصوصيتي تداعب السماء

( 12 )
معلقون في الطهارة،
نحاول اجتذاب أطراف الابتسامة

( 13 )
الناي عين الأرض

( 14 )
الحقيقة تتعرى،
علها تقتل الاشجار

( 15 )
أعلق بكائي على الباب،
ريثما ألتقيه في المطهر

( 16 )
أيقونة الغربة =
قميص ووجه يتصفح الأحذية

( 17 )
الوطن يستحم

( 18 )
أصنع طيراً يتذكر أحضان جدتي

( 19 )
أمي تختبئ في علبة كبريت،
أبي يشعلها

( 20 )
قصيدة أخرى تقع من ذاكرتي

( 21 )
البنات يعانقن الحقيقة،
" كم هن غبيات في حبهن لهذا الحيوان"

( 22 )
الذاكرة تتألم حينما تسمع امرأة
ترقص بلا رحمة

( 23 )
ندخل المراهقة:
شيطان وعامل يدهسنا باشتراكيته

( 24 )
النعاس له أصابع طويلة في الليل

( 25 )
الحياة تعلن نحيبها
لحظة فشل أحاسيسي

( 26 )
الطيور تضطهد أفكاري

( 27 )
مطرقة ومسمار ومعدات أخرى
لتعليق الضوء قرب النافذة

( 28 )
الأرض تتحجب بالمطر

( 29 )
الشتاء يطوي الحقيقة
كلما انجر الظل

( 30 )
نيتشه وسيم جداً
رغم شروخه

( 31 )
الظلام يقف وحيداً في هذه المدرسة

( 32 )
التعاسة تحن لمعانقة الناي

( 33 )
ضوء يرتحل من هذا الأفق المغاير

( 34 )
العصفور نهر ينام قرب " البدون "

( 35 )
صوتك يثير الرقص في رئتي

( 36 )
لحن من التحيات يراني تمثالاً مؤلماً

( 37 )
التصوف يلطخ سمعة الفساد

( 38 )
نساء سورياليات
يحلقن في رأسي،
ترى هل سيرسمن نميمة مفتوحة ؟!

( 39 )
خراف تتعرى من القتل،
و العدم يشبهها ببنت الجيران

( 40 )
الحياة تعيش غيبوبة من الحروب

( 41 )
البياض في يدي
النزيف للكونية . .



* من ديوان "غياب بأصابع مبتورة" - دار شرقيات، القاهرة ٢٠٠٤ 

No comments:

Post a Comment